كنموذج للمجتمعات المسلمة في الغرب، كانت بدايتنا من كندا حيث نقيم، لتغدو محطة انطلاق الى آفاق المجتمعات الغربية كلها، بل وإلى الآفاق العالمية الأرحب إن شاء الله تعالى.
وتعتبر كندا ثاني أكبر دول العالم من حيث المساحة، وأكثر الدول تنوعاً في السكان.. تبلغ مساحتها ما يقرب من 10 ملايين كيلومتر مربع، ويبلغ عدد السكان حوالي 33 مليون نسمة، أكثر من 80% منهم يعيشون في المدن الشرقية الجنوبية القريبة من حدود الولايات المتحدة.. العاصمة هي (أوتوا) ويقطنها نحو مليون نسمة، وأكبر المدن هي (تورنتو) ويقطنها 4.5 مليون نسمة، و(مونتريال) ويقطنها 3.5 مليون نسمة، و(فانكوفر) ويقطنها حوالي 2 مليون نسمة.
البداية من كندا
كنموذج للمجتمعات المسلمة في الغرب
لا تتوقف عن التعلم
المسلمون في كندا
أول ظهور للمسلمين في كندا سُجِّل عام 1871م حيث رصد الإحصاء الرسمي 13 مسلماً مقيماً، وفي عام 1981م أصبح هناك رسميًّا 98 ألف مسلم في كندا.. واليوم، لا يوجد إحصاء رسمي لعدد المسلمين ولكنهم يقدرون بحوالي مليون نسمة (3.3% من السكان) يعيش أكثر من نصفهم في تورنتو وأوتوا ولندن-أونتاريو.
معظم هؤلاء المسلمين من المهاجرين وذرياتهم حيث يشكل المسلمون 15% من عدد المهاجرين السنوي لكندا خلال الخمسة والثلاثين عاماً الماضية، وهؤلاء يشكلون خليطاً من الأجناس المختلفة أكبرهم الجاليتان الهندية والعربية.
أول المساجد في أميركا الشمالية تم بناؤه في كندا (ألبرتا) في عام 1938م… وفي كندا اليوم أكثر من 100 مسجد، أربعة منهم في العاصمة (أوتوا) ومعظمهم في (تورنتو) و(مونتريال).. وبالإضافة لذلك توجد مئات الأماكن الصغيرة للصلاة (المصليات).. وتتميز الثقافة الكندية بتشجيع المهاجرين على الاحتفاظ بثقافاتهم الأصلية، وممارسة دياناتهم التي جاءوا بها.. ومن هنا يزدهر النشاط الإسلامي في كندا يوماً بعد يوم؛ لذا لا تخلو مدينة بها مسلمون من مركز (أو مراكز) إسلامية ومدارس إسلامية وروابط وجمعيات إسلامية.
ولعل أهم التحديات التي تواجه المسلمين هي ضغط المجتمع القوي الذي يتضارب مع معتقداتهم وعاداتهم؛ ولذا، يلجأ المسلمون إلى دمج أنفسهم وأطفالهم في المراكز والمدارس الإسلامية، وتكوين الروابط والجمعيات الإسلامية لمواجهة هذا الضغط الشديد، حفاظاً على دينهم وهويتهم.
وعلى الرغم من وجود العديد من المراكز والمدارس الإسلامية ومراكز تحفيظ القرآن الكريم وحلقات التحفيظ وبعض المحاولات لتدريس العلوم الإسلامية؛ إلا أن المسلمين في كندا يفتقرون إلى معاهد للتعليم والتثقيف الديني تلبي حاجة متزايدة لتعليم ديني عام لـما لا يسع المسلمَ جهلُه أو (الثقافة الإسلامية الضرورية لكل مسلم).
وتزداد هذه الحاجة في طائفة الشباب من الجيل الثاني والثالث؛ حيث يتوجه ذوو الهمم العالية منهم الى الالتحاق بالمعاهد الدينية في الشرق أو عبر الإنترنت، والتي تقوم بالتدريس بشكل أكاديمي يصعب على جمهرة الشباب فهمه واستكمال الدراسة فيه؛ بينما لا تجد أغلبيةُ الشباب برامجَ تراعي قدراتهم وأوقاتهم واهتماماتهم.. هذا من جهة، ومن جهة أخرى؛ فإن معظم المعاهد الدينية المتاحة إما شرقية بحتة أو تُدرِّس بالطريقة الشرقية التي قل ما تراعي خصوصيات المجتمعات المسلمة في الغرب.
ولسنا نشك أن هذا الواقع التعليمي في كندا يتطابق بنسب كبيرة مع واقع المجتمعات المسلمة في الغرب عموماً (أميركا الشمالية وأوروبا واستراليا)، بل ويتطابق أيضاً في بعض جوانبه مع واقع المجتمعات المسلمة في باقي الدول خارج العالم الإسلامي (الشرق الأقصى وأفريقيا وأميركا الوسطى والجنوبية)؛ بل نستطيع أن ندعي أن هذه الحاجة لتدريس ما لا يسع المسلمَ جهلُه تمتد إلى جمهرة المسلمين في دول العالم الإسلامي ذاته.
يسكن معظم المسلمين في ست مدن رئيسية.. أكبر هذه المدن هي مدينة (تورنتو) ويقطنها ما يقرب من 450 ألف مسلم (10% من السكان).. وتضم المدينة 5 جامعات بها ما يقرب من 15 ألف مسلم ومسلمة، وبكل جامعة مسجد أو أكثر، وبكل منها فرع نشط من اتحاد الطلاب المسلمين (MSA ).
من المدن الأخرى مدينة (لندن – أونتاريو)، وهي تمثل المجتمع الإسلامي القديم (20 ألف مسلم يشكلون 10% من السكان) وبها مسجد قديم تم إنشاؤه في عام 1955م، كما تضم جامعتها الوحيدة أكثر من 1000 طالب مسلم.. أما مدينة (واترلو) فهي مدينة كبيرة نسبيا يقطنها ما يقرب من 9 آلاف مسلم، وبها جامعتان.
المدينة الرابعة هي (أوتوا) العاصمة وتقطنها جالية مسلمة كبيرة تقدر بحوالي 60 ألف مسلم (6% من السكان).. أما مدينة (وينسور) فهي مدينة صغيرة (220 ألف نسمة) المسلمون بها حوالي 10%، وبها جامعة واحدة (12 ألف طالب) المسلمون يشكلون 10% من الطلاب.. والمدينة الأخيرة هي مدينة (هملتون) وهي مدينة صغيرة نسبيًّا وبها جالية مسلمة صغيرة.. بها جامعة واحدة معظم طلابها من خارج المدينة.